وفي "الدر المصون" يتعدى بالباء لتضمنه معنى الإحاطة وهو كثير في كلام الناس نحو علم بكذا وله علم به، والمعنى أليس الله تعالى عالماً على أتم وجه محيطاً علمه بالشاكرين لنعمه حتى يستبعدوا إنعامه عز وجل عليهم، وفيه من الإشارة إلى أن أولئك الضعفاء عارفون بحق نعم الله تعالى عليهم من التوفيق للإيمان والسبق إليه وغير ذلك شاكرون عليه مع التعريض بأن القائلين في مهامه الضلال بمعزل عن ذلك كله ما لا يخفى. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
فائدة
قال الفخر :
في كيفية افتتان البعض بالبعض وجوه : الأول : أن الغنى والفقر كانا سببين لحصول هذا الافتتان كما ذكرنا في قصة نوح عليه السلام، وكما قال في قصة قوم صالح ﴿َقَالَ الذين استكبروا إِنَّا بالذى ءَامَنتُمْ بِهِ كافرون﴾ [ الأعراف : ٧٦ ] والثاني : ابتلاء الشريف بالوضيع.
والثالث : ابتلاء الذكي بالأبله.
وبالجملة فصفات الكمال مختلفة متفاوتة، ولا تجتمع في إنسان واحد ألبتة، بل هي موزعة على الخلق وصفات الكمال محبوبة لذاتها، فكل أحد يحسد صاحبه على ما آتاه الله من صفات الكمال.
فأما من عرف سر الله تعالى في القضاء والقدر رضي بنصيب نفسه وسكت عن التعرض للخلق، وعاش عيشاً طيباً في الدنيا والآخرة، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٩٧﴾

فصل


قال الفخر :
قال هشام بن الحكم : إنه تعالى لا يعلم الجزئيات إلا عند حدوثها، واحتج بهذه الآية، لأن الافتتان هو الاختبار والامتحان، وذلك لا يصح إلا لطلب العلم وجوابه قد مر غير مرة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٩٧﴾


الصفحة التالية
Icon