أأقعدُ بعدما رجفتْ عظامي...
وكان الموتُ أقربَ ما يَلينِي
أُجادلُ كلَّ مُعترِضٍ خَصيمِ...
وأجعل دِينَه غَرَضاً لِدينِي
فأتركُ ما علمتُ لرأي غيرِي...
وليس الرأيُ كالعلم اليقينِ
وما أنا والخصومةُ وهي شيءٌ...
يُصرَّفُ في الشَّمالِ وفي اليمين
وقد سُنَّت لنا سُنَنٌ قِوام...
يَلُحْنَ بكلِّ فَجٍّ أو وَجِين
وكان الحقُّ ليس به خفاءٌ...
أغَرَّ كَغُرَّة الفَلَقِ المبينِ
وما عِوضٌ لنا مِنهاجُ جَهْمٍ...
بمنهاج ابنِ آمنةَ الأمينِ
فأمّا ما علمتُ فقد كَفَانِي...
وأمّا ما جهلتُ فجنِّبونِي
قوله تعالى :﴿ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ﴾ أي العذاب ؛ فإنهم كانوا لفرط تكذيبهم يستعجلون نزوله استهزاء نحو قولهم :﴿ أَوْ تُسْقِطَ السمآء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً ﴾ [ الإسراء : ٩٢ ] ﴿ اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السمآء ﴾ [ الأنفال : ٣٢ ].
وقيل : ما عندي من الآيات التي تقترحونها.
﴿ إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ ﴾ أي ما الحكم إلاَّ لله في تأخير العذاب وتعجيله.
وقيل : الحكم الفاصل بين الحق والباطل لله.
﴿ يَقُصُّ الحق ﴾ أي يقص القَصَص الحق ؛ وبه استدل من منع المجاز في القرآن، وهي قراءة نافع وابن كثير وعاصم ومجاهد والأعرج وابن عباس ؛ قال ابن عباس قال الله عزّ وجل :﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القصص ﴾ [ يوسف : ٣ ].


الصفحة التالية
Icon