والباقون "يَقْضِ الحَقَّ" بالضاد المعجمة، وكذلك قرأ عليّ رضي الله عنه وأبو عبد الرحمن السُّلَمِي وسعيد بن المسيّب، وهو مكتوب في المصحف بغير ياء، ولا ينبغي الوقف عليه، وهو من القضاء ؛ ودل على ذلك أن بعده ﴿ وَهُوَ خَيْرُ الفاصلين ﴾ والفصل لا يكون إلاَّ قضاء دون قَصص، ويُقوِّي ذلك قوله قبله :﴿ إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ ﴾ ويقوّي ذلك أيضاً قراءة ابن مسعود "إنِ الْحُكْمُ إلاّ لِلَّهِ يَقْضِي بِالْحَقِّ" فدخول الباء يؤكد معنى القضاء.
قال النحاس ؛ هذا لا يلزم ؛ لأن معنى "يقضي" يأتي ويصنع فالمعنى : يأتي الحق، ويجوز أن يكون المعنى :"يقضي" القضاء الحق.
قال مكيّ : وقراءة الصاد أحب إليّ ؛ لاتفاق الحرميَّيْن وعاصم على ذلك، ولأنه لو كان من القضاء للزمت الباء فيه كما أتت في قراءة ابن مسعود.
قال النحاس : وهذا الاحتجاج لا يلزم ؛ لأن مثل هذه الباء تحذف كثيراً. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon