قوله :﴿ مَا عِندِى مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ﴾ أخبرهم بأنه لم يكن عنده ما يتعجلونه من العذاب، فإنهم كانوا لفرط تكذيبهم يستعجلون نزوله استهزاء، نحو قوله :﴿ أَوْ تُسْقِطَ السماء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا ﴾ [ الإسراء : ٩٢ ]، وقولهم :﴿ اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السماء ﴾ [ الأنفال : ٣٢ ]، وقولهم :﴿ متى هذا الوعد إِن كُنتُمْ صادقين ﴾ [ سبأ : ٢٩ ]، وقيل :﴿ مَا عِندِى مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ﴾ من الآيات التي تقترحونها عليّ.
قوله :﴿ إِنِ الحكم إِلاَّ الله ﴾ أي ما الحكم في كل شيء إلا لله سبحانه، ومن جملة ذلك ما تستعجلون به من العذاب أو الآيات المقترحة.
والمراد : الحكم الفاصل بين الحق والباطل.
قوله :﴿ يَقُصُّ الحق ﴾ قرأ نافع وابن كثير وعاصم ﴿ يَقُصُّ ﴾ بالقاف والصاد المهملة، وقرأ الباقون " يَقْضِى " بالضاد المعجمة والياء، وكذا قرأ علي وأبو عبد الرحمن السلمي، وسعيد بن المسيب، وهو مكتوب في المصحف بغير ياء.
فعلى القراءة الأولى، هو من القصص، أي يقصّ القصص الحق، أو من قصّ أثره، أي يتبع الحق فيما يحكم به.
وعلى القراءة الثانية، هو من القضاء، أي يقضي القضاء بين عباده، و﴿ الحق ﴾ منتصب على المفعولية، أو على أنه صفة لمصدر محذوف، أي يقضي القضاء الحق، أو يقص القصص الحق ﴿ وَهُوَ خَيْرُ الفاصلين ﴾ أي بين الحق والباطل بما يقضي به بين عباده ويفصله لهم في كتابه. أ هـ ﴿فتح القدير حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon