﴿ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ﴾ أي في النهار ؛ ويعني اليقظة.
﴿ ليقضى أَجَلٌ مّسَمًّى ﴾ أي ليستوفي كل إنسان أجلا ضرب له.
وقرأ أبو رَجاء وطلحة بن مصرِّف "ثم يبعثكم فيه ليقضي أجلا مسمى" أي عنده.
و﴿ جَرَحْتُم ﴾ كسبتم.
وقد تقدّم في "المائدة".
وفي الآية تقديم وتأخير، والتقدير وهو الذي يتوفاكم بالليل ثم يبعثكم بالنهار ويعلم ما جرحتم فيه ؛ فقدّم الأهم الذي من أجله وقع البعث في النهار.
وقال ابن جُريج :"ثم يبعثكم فِيهِ" أي في المنام.
ومعنى الآية : إن إمهاله تعالى للكفار ليس لغفلة عن كفرهم فإنه أحصى كل شيء عددا وعَلمه وأثبته، ولكن ليقضي أجلا مسمى من رزق وحياة، ثم يرجعون إليه فيجازيهم.
وقد دلّ على الحشر والنشر بالبعث ؛ لأن النشأة الثانية منزلتها بعد الأولى كمنزلة اليقظة بعد النوم في أنّ من قدر على أحدهما فهو قادر على الآخر. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾