أولاها :﴿ وعنده مفاتح الغيب ﴾ [ الأنعام : ٥٩ ]، ثم ما بعده من التعريض بالوعيد، ثم بنى عليه قوله :﴿ وكذّب به قومك وهو الحقّ ﴾ فكأنّه قيل : قل إنّي على بيّنة من ربّي وكذّبتم به وهو الحقّ قُل لست عليكم بوكيل.
وقوله :﴿ قل لست عليكم بوكيل ﴾ إرغام لهم لأنَّهم يُرُونَه أنَّهم لمَّا كذّبوه وأعرضوا عن دعوته قد أغاظوه، فأعلمهم الله أنَّه لا يغيظه ذلك وأنّ عليه الدعوة فإذا كانوا يُغيظون فلا يغيظون إلاّ أنفسهم.
والوكيل هنا بمعنى المدافع الناصر، وهو الحفيظ.
وتقدّم عند قوله تعالى :﴿ وقالوا حسبُنا الله ونعم الوكيل ﴾ في سورة [ آل عمران : ١٧٣ ].
وتعديته بـ ( على ) لتضمنّه معنى الغلبة والسلطة، أي لست بقيِّم عليكم يمنعكم من التكذيب، كقوله تعالى :﴿ فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلاّ البلاغ ﴾ [ الشورى : ٤٨ ]. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٦ صـ ﴾