وقال السمرقندى :
﴿ لّكُلّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ ﴾ المستقر : هو غاية ينتهي إليها.
يقال : لكل قول وفعل حقيقة ما كان منه في الدنيا فستعرفونه، وما كان منه في الآخرة فسوف تبدو لكم، وستعلمون ذلك في الدنيا وفي الآخرة ويقال : معناه : سوف أؤمر بقتالكم إذا جاء وقته ﴿ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ في ذلك الوقت. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ ﴾ موضع قوله وحقيقة ومنتهى ينتهي إليه فيتبين صدقه من كذبه وحقه من باطله.
قال مقاتل : لكل خبر يخبره اللّه تعالى وقت ومكان يقع فيه من غير خلف ولا تأخير.
قال الكلبي : لكل قول أو فعل حقيقة ما كان منه في الدنيا فستعرفونه. وما كان منه في الآخرة فسوف يبدو لهم ﴿ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ ذلك.
وقال الحسن : لكل عمل جزاء فمن عمل عملاً من الخير جوزي به الجنة، ومن عَمِل عَمَل سوء جوزي به النار، وسوف تعلمون يا أهل مكة.
وقال السدي : لكل نبأ مستقر أي ميعاد وحد تكتموه، فسيأتيكم حتى تعرفوه.
وقال عطاء : لكل نبأ مستقر يؤخر عقوبته ليعمل ذنبه فإذا عمل ذنبه عاقبه.
قال الثعلبي : ورأيت في بعض التفاسير أن هذه الآية نافعة من وجع الضرس إذا كتبت على كاغد ووضع عليه السن. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال الماوردى :
﴿ لِّكُلِ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾
فيه ثلاثة أقاويل :
أحدهما : معناه أن لكل خَبَرٍ أَخْبَرَ الله تعالى به من وعد أو وعيد مستقراً في مستقبل الوقت أو ماضيه أو حاضره في الدنيا وفي الآخرة، وهذا معنى قول ابن عباس، ومجاهد.
والثاني : أنه وعيد من الله للكافرين في الآخرة لأنهم لا يقرون بالبعث، قاله الحسن.
والثالث : أنه وعيد لهم بما ينزل بهم في الدنيا، قاله الزجاج. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ لكل نبأٍ مستقر ﴾ أي : لكل خبر يخبر الله به وقت يقع فيه من غير خلف ولا تأخير.


الصفحة التالية
Icon