وتطلق مجازاً على التردّد في الأمر بحيث لا يعلم مخرجه، وانتصب ﴿ حيران ﴾ على الحال من ﴿ الذي ﴾. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٦ صـ ﴾
قوله تعالى ﴿لَهُ أصحاب يَدْعُونَهُ إِلَى الهدى ائتنا﴾

فصل


قال الفخر :
قوله تعالى :﴿لَهُ أصحاب يَدْعُونَهُ إِلَى الهدى ائتنا﴾
قالوا : نزلت هذه الآية في عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فإنه كان يدعو أباه إلى الكفر وأبوه كان يدعوه إلى الإيمان ويأمره بأن يرجع من طريق الجهالة إلى الهداية ومن ظلمة الكفر إلى نور الإيمان.
وقيل : المراد أن لذلك الكافر الضال أصحاباً يدعونه إلى ذلك الضلال ويسمونه بأنه هو الهدى وهذا بعيد.
والقول الصحيح هو الأول.
ثم قال تعالى :﴿قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الهدى﴾ يعني هو الهدى الكامل النافع الشريف كما إذا قلت علم زيد هو العلم وملك عمرو هو الملك كان معناه ما ذكرناه من تقرير أمر الكمال والشرف. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٢٥ ـ ٢٦﴾
وقال الآلوسى :
﴿ لَهُ ﴾ أي للمستهوي ﴿ أصحاب ﴾ أرى رفقة ﴿ يَدْعُونَهُ إِلَى الهدى ﴾ أي الطريق المستقيم أطلق عليه مبالغة على حد زيد عدل والجار الأول متعلق بمحذوف وقع خبراً مقدماً و﴿ أصحاب ﴾ مبتدأ، والجملة إما في محل نصب على أنها صفة لحيران أو حال من الضمير فيه أو من الضمير في الظرف أو بدل من الحال التي قبلها.
وإما لا محل لها على أنها مستأنفة، وجملة ﴿ يَدْعُونَهُ ﴾ صفة لأصحاب.
وقوله سبحانه :﴿ ائتنا ﴾ يقدر فيه قول على أنه بدل من ﴿ يَدْعُونَهُ ﴾ أو حال من فاعله.
وقيل : محكي بالدعاء لأنه بمعنى القول.
وهذا مبني على الخلاف بين البصريين والكوفيين في أمثال ذلك.
والمشهور التقدير أي يقول ائتنا.
وفيه إشارة إلى أنهم مهتدون ثابتون على الطريق المستقيم وأن من يدعونه ليس ممن يعرف الطريق ليدعى إلى إتيانه وإنما يدرك سمت الداعي ومورد النعيق.


الصفحة التالية