فيقدّر قوله :﴿ أمرنا لنسلم ﴾ بأمِرْنا أن أسلموا لنُسلم ﴿ وأن أقيموا الصلاة ﴾، أي لنقيم فيكون في الكلام احتباك.
وأظهر من هذا أن تكون ( أنْ ) تفسيرية.
وهي تفسير لما دلَّت عليه واوُ العطف من تقدير العامل المعطوف عليه، وهو ﴿ وأمرنا ﴾، فإنّ ﴿ أمرنا ﴾ فيه معنى القول دون حروفه فناسب موقع ( أنْ ) التفسيرية.
وتقدّم معنى إقامة الصلاة في صدر سورة البقرة ( ٣ ).
و﴿ اتَّقوه ﴾ عطف على ﴿ أقيموا ﴾ ويجري فيه ما قُرّر في قوله ﴿ وأن أقيموا ﴾.
والضمير المنصوب عائد إلى ﴿ ربّ العالمين ﴾ وهو من الكلام الذي أمروا بمقتضاه بأن قال الله للمؤمنين : أسلموا لربّ العالمين وأقيموا الصلاة واتَّقُوه.
ويجوز أن يكون محكياً بالمعنى بأن قال الله : اتَّقون، فحُكي بما يوافق كلام النبي المأمور بأن يقوله بقوله تعالى :﴿ قل إنّ هدى الله هو الهدى ﴾، كما في حكاية قول عيسى :﴿ ما قلتُ لهم إلاّ مَا أمَرتني به أن اعبدوا الله ربِّي وربّكم ﴾ [ المائدة : ١١٧ ].
وجَمع قوله :﴿ واتَّقوه ﴾ جميعَ أمور الدين، وتخصيصُ إقامة الصلاة بالذكر للاهتمام.
وجملة :﴿ وهو الذي إليه تُحشرون ﴾ إمّا عطف على جملة ﴿ اتَّقُوه ﴾ عطف الخبر على الإنشاء فتكون من جملة المقول المأمور به بقوله :﴿ قل إنّ هدى الله ﴾، أي وقل لهم وهو الذي إليه تحشرون، أو عطف على ﴿ قل ﴾ فيكون من غير المقول.
وفي هذا إثبات للحشر على منكريه وتذكير به للمؤمنين به تحريضاً على إقامة الصلاة والتقوى.