والمعنى وأمره سبحانه المتعلق بكل شيء يريد خلقه من الأشياء حين تعلقه به لا قبله ولا بعده من أفراد الأحيان الحق أي المشهود له بالحقية، وقيل : إن الواو للعطف و﴿ يَوْمٍ ﴾ إما معطوف على ﴿ السموات ﴾ فهو مفعول لخلق مثله، والمراد به يوم الحشر أي وهو الذي أوجد السموات والأرض وما فيهما وأوجد يوم الحشر والمعاد، وإما على الهاء في ﴿ اتقوه ﴾ [ الأنعام : ٧٢ ] فهو مفعول به مثله أيضاً، والكلام على حذف مضاف أي اتقوا الله تعالى واتقوا هول ذلك اليوم وعقابه فزعه.
وإما متعلق بمحذوف دل عليه ﴿ ءادَمَ بالحق ﴾ أي يقوم بالحق يوم الخ، وهو إعراب متكلف كما قال أبو حيان.
وقيل : إنه معطوف على ﴿ بالحق ﴾ وهو ظرف لخلق أي خلق السموات والأرض بعظمها حين قال كن فكان.
والتعبير بصيغة الماضي احضار للأمر البديع.
وفيه أنه يتوقف على صحة عطف الظرف على الحال بناء على أن الحال ظرف في المعنى وهو تكلف.
و﴿ قَوْلُهُ الحق ﴾ مبتدأ وخبر أو فاعل يكون على معنى وحين يقول لقوله الحق أي لقضائه كن فيكون.
والمراد به حين يكون الأشياء ويحدثها أو حين يقوم القيامة فيكون التكوين إحياء الأموات للحشر وقيل غير ذلك فتدبر.
﴿ وَلَهُ الملك يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصور ﴾ أي استقر الملك له في ذلك اليوم صورة ومعنى بانقطاع العلائق المجازية الكائنة في الدنيا المصححة للمالكية في الجملة فلا يدعيه غيره بوجه.
والصور قرن ينفخ فيه كما ثبت في الأحاديث والله تعالى أعلم بحقيقته.
وقد فصلت أحواله في "كتب السنة".
وصاحبه إسرافيل عليه السلام على المشهور.
وأخرج البزار والحاكم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً أن ملكين موكلين بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان.
وقرأ قتادة "في الصور" جمع صورة والمراد بها الأبدان التي تقوم بعد نفخ الروح فيها لرب العالمين.
﴿ عالم الغيب والشهادة ﴾ أي كل غيب وشهادة ﴿ وَهُوَ الحكيم ﴾ في كل ما يفعله ﴿ الخبير ﴾ بجميع الأمور الخفية والجلية.