وقال الماوردى :
﴿ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَشَاءُ ﴾
فيه أربعة أوجه :
أحدها : عند الله بالوصول لمعرفته.
والثاني : على الخلق بالاصطفاء لرسالته.
والثالث : بالسخاء.
والرابع : بحسن الخلق.
وفيه تقديم وتأخير، وتقديره : نرفع من نشاء درجات. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
و﴿ درجات ﴾ على قراءة من نون نصب على الظرف، و﴿ عليم حكيم ﴾ صفتان تليق بهذا الموضع إذ هو موضع مشيئة واختيار فيحتاج ذلك إلى العلم والإحكام، والدرجات أصلها في الأجسام ثم تستعمل في المراتب والمنازل المعنوية. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ نرفع درجات من نشاء ﴾ قرأ ابن كثير، ونافع، وابن عمرو، وابن عامر :﴿ درجاتِ من نشاء ﴾، مضافا.
وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، ﴿ درجاتٍ ﴾، منونا، وكذلك قرؤوا في ( يوسف ) [ يوسف : ٧٦ ] ثم في المعنى قولان.
أحدهما : أن الرفع بالعلم والفهم والمعرفة.
والثاني : بالاصطفاء للرسالة.
قوله تعالى :﴿ إن ربك حكيم ﴾ قال ابن جرير : حكيم في سياسة خلقه، وتلقينه أنبياءه الحج على أممهم المكذبة ﴿ عليم ﴾ بما يؤول إليه أمر الكل. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :
﴿ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ ﴾ أي بالعلم والفهم والإمامة والملك.
وقرأ الكوفيون "درجاتٍ" بالتنوين.
ومثله في "يوسف" أوقعوا الفعل على "مَن" لأنه المرفوع في الحقيقة، التقدير : ونرفع من نشاء إلى درجات.
ثم حذفت إلى.
وقرأ أهل الحَرَمين وأبو عمرو بغير تنوين على الإضافة، والفعل واقع على الدرجات، وإذا رُفعت فقد رُفع صاحبها.
يقوّي هذه القراءة قوله تعالى :﴿ رَفِيعُ الدرجات ﴾ [ غافر : ١٥ ] وقوله عليه السلام :" اللَّهُمَّ ارفع درجته " فأضاف الرفع إلى الدرجات.
وهو لا إله إلا هو الرفيع المتعالي في شرفه وفضله.