﴿ آتيناها ابراهيم ﴾ أرشدناه إليها بالإلهام.
وقال مجاهد : الحجة قول ابراهيم ﴿ فأي الفريقين أحق بالأمن ﴾ ؟. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ آتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ ﴾ تلك إشارة إلى جميع احتجاجاته حتى خاصمهم وغلبهم بالحجة.
وقال مجاهد : هي قوله :﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾.
وقيل : حجته عليهم أنهم لما قالوا له : أما تخاف أن تَخْبِلك آلهُتنا لسَبِّك إياها؟ قال لهم : أفلا تخافون أنتم منها إذ سوّيتم بين الصغير والكبير في العبادة والتعظيم ؛ فيغضب الكبير فيخبِلكم؟. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ﴾
الإشارة بتلك إلى ما وقع به الاحتجاج من قوله ﴿ فلما جن عليه الليل ﴾ إلى قوله ﴿ وهم مهتدون ﴾ وهذا الظاهر، وأضافها إليه تعالى على سبيل التشريف وكان المضاف إليه بنون العظمة لإيتاء المتكلم و﴿ آتيناها ﴾ أي أحضرناها بباله وخلقناها في نفسه إذ هي من الحجج العقلية، أو ﴿ آتيناها ﴾ بوحي منا ولقناه إياها وإن أعربت ﴿ وتلك ﴾ مبتدأ و﴿ حجتنا ﴾ بدلاً ﴿ وآتيناها ﴾ خبر لتلك، لم يخبر أن يتعلق ﴿ على قومه ﴾ بحجتنا وكذا إن أعربت ﴿ وتلك حجتنا ﴾ مبتدأ وخبر و﴿ آتيناها ﴾ حال العامل فيها اسم الإشارة لأن الحجة ليست مصدراً وإنما هو الكلام المؤلف للاستدلال على الشيء ولو جعلناه مصدراً مجازاً لم يجز ذلك أيضاً لأنه لا يفصل بالخبر ولا بمثل هذه الحال بين المصدر ومطلوبه، وأجاز الحوفي أن يكون ﴿ آتيناها ﴾ في موضع النعت لحجتنا والنية فيها الانفصال والتقدير : وتلك حجة لنا آتيناها انتهى، وهذا بعيد جداً.
وقال الحوفي : وهاء مفعول أول وإبراهيم مفعول ثان وهذا قد قدمنا أنه مذهب السهيلي، وأما مذهب الجمهور فالهاء مفعول ثان وابراهيم مفعول أول، وقال الحوفي وابن عطية ﴿ على قومه ﴾ متعلق ب ﴿ آتيناها ﴾.


الصفحة التالية
Icon