وقال أبو حيان :
﴿ ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ﴾
أي ذلك الهدى إلى الطريق المستقيم هو هدى الله، وقال ابن عطية : ذلك إشارة إلى النعمة في قوله ﴿ واجتبيناهم ﴾ انتهى، وفي الآية دليل على أن الهدى بمشيئة الله تعالى.
﴿ ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ﴾ أي ﴿ ولو أشركوا ﴾ مع فضلهم وتقدّمهم وما رفع لهم من الدرجات لكانوا كغيرهم في حبوط أعمالهم كما قال تعالى :﴿ لئن أشركت ليحبطن عملك ﴾ وفي قوله :﴿ ولو أشركوا ﴾ دلالة على أن الهدى السابق هو التوحيد ونفي الشرك. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾
وقال أبو السعود :
﴿ ذلك ﴾ إشارةٌ إلى ما يُفهم من النظم الكريم من مصادرِ الأفعال المذكورة وقيل : ما دانوا به، وما في ذلك من معنى البُعد لما مر مراراً ﴿ هُدَى الله ﴾ الإضافة للتشريف ﴿ يَهْدِى بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ﴾ وهم المستعدّون للهداية والإرشاد، وفيه إشارةٌ إلى أنه تعالى متفضِّلٌ بالهداية ﴿ وَلَوْ أَشْرَكُواْ ﴾ أي هؤلاءِ المذكورون ﴿ لَحَبِطَ عَنْهُمْ ﴾ مع فضلهم وعلوِّ طبقاتِهم ﴿ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ من الأعمال المَرْضيّة الصالحة، فكيف بمَنْ عداهم وهُم هُم وأعمالُهم أعمالُهم. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾