وقيل : إنه كان في زمن ملوك الطوائف من الفرس وهو مثلث النون ويهمز.
وقرأ أبو طلحة ﴿ يُونُسَ ﴾ بكسر النون قيل : أراد أن يجعله عربياً من أنس وهو شاذ ﴿ وَلُوطاً ﴾ قال ابن إسحاق : هو ابن هاران بن آزر، وفي "المستدرك" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه ابن أخي إبراهيم ولم يصرح باسم أبيه ﴿ وَكُلاًّ ﴾ أي كل واحد من هؤلاء المذكورين لا بعضهم دون بعض ﴿ فَضَّلْنَا ﴾ بالنبوة ﴿ عَلَى العالمين ﴾ أي عالمي عصرهم، والجملة اعتراض كأختيها، وفيها دليل على أن الأنبياء أفضل من الملائكة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾

فصل


قال الفخر :
احتج القائلون بأن الأنبياء عليهم السلام أفضل من الملائكة بقوله تعالى بعد ذكر هؤلاء عليهم السلام :﴿وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى العالمين﴾ وذلك لأن العالم اسم لكل موجود سوى الله تعالى، فيدخل في لفظ العالم الملائكة، فقوله تعالى :﴿وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى العالمين﴾ يقتضي كونهم أفضل من كل العالمين.
وذلك يقتضي كونهم أفضل من الملائكة، ومن الأحكام المستنبطة من هذه الآية : أن الأنبياء عليهم السلام يجب أن يكونوا أفضل من كل الأولياء، لأن عموم قوله تعالى :﴿وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى العالمين﴾ يوجب ذلك.
قال بعضهم :﴿وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى العالمين﴾ معناه فضلناه على عالمي زمانهم.
قال القاضي : ويمكن أن يقال المراد : وكلاًّ من الأنبياء يفضلون على كل من سواهم من العالمين.
ثم الكلام بعد ذلك في أن أي الأنبياء أفضل من بعض، كلام واقع في نوع آخر لا تعلق به بالأول والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٥٤ ـ ٥٥﴾


الصفحة التالية
Icon