قال الواحدي : قوله :﴿هدَى الله﴾ دليل على أنهم مخصوصون بالهدى، لأنه لو هدى جميع المكلفين لم يكن لقوله :﴿أُوْلَئِكَ الذين هَدَى الله﴾ فائدة تخصيص. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٥٨﴾
فصل
قال الفخر :
قال الواحدي : قرأ ابن عامر ﴿اقتده﴾ بكسر الدال وبشم الهاء للكسر من غير بلوغ ياء، والباقون ﴿اقتده﴾ ساكنة الهاء، غير أن حمزة والكسائي يحذفانها في الوصل ويثبتانها في الوقف، والباقون يثبتونها في الوصل والوقف.
والحاصل : أنه حصل الإجماع على إثباتها في الوقف.
قال الواحدي : الوجه الإثبات في الوقف والحذف في الوصل، لأن هذه الهاء هاء وقعت في السكت بمنزلة همزة الوصل في الابتداء، وذلك لأن الهاء للوقف، كما أن همزة الوصل للابتداء بالساكن، فكما لا تثبت الهمزة حال الوصل، كذلك ينبغي أن لا تثبت الهاء إلا أن هؤلاء الذين أثبتوا راموا موافقة المصحف، فإن الهاء ثابتة في الخط فكرهوا مخالفة الخط في حالتي الوقف والوصل فأثبتوا.
وأما قراءة ابن عامر : فقال أبو بكر ومجاهد : هذا غلط، لأن هذه الهاء هاء وقف، فلا تعرب في حال من الأحوال، وإنما تذكر ليظهر بها حركة ما قبلها.
قال أبو علي الفارسي : ليس بغلط، ووجهها أن تجعل الهاء كناية عن المصدر، والتقدير : فبهداهم اقتد الاقتداء، فيضمر الاقتداء لدلالة الفعل عليه، وقياسه إذا وقف أن تسكن الهاء، لأن هاء الضمير تسكن في الوقف، كما تقول : اشتره. والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٥٩﴾
قوله تعالى ﴿قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً﴾
قال الفخر :
المراد به أنه تعالى لما أمره بالاقتداء بهدى الأنبياء عليهم السلام المتقدمين، وكان من جملة هداهم ترك طلب الأجر في إيصال الدين وإبلاغ الشريعة.