﴿ومن أظلم ممن افترى﴾ أي بالفعل كاليهود والرضى كقريش ﴿على الله كذباً﴾ أي أيّ كذب كان، فضلاً عن إنكار الإنزال على البشر ﴿أو قال أوحي إليّ ولم﴾ أي والحال أنه لم ﴿يوح إليه شيء﴾ فهذا تهديد على سبيل الإجمال كعادة القرآن المجيد، يدخل فيه كل من اتصف بشيء من ذلك كمسيلمة والأسود العنسي وغيرهما، ثم رأيت في كتاب غاية المقصود في الرد على النصارى واليهود للسموأل بن يحيى المغربي الذي كان من أجل علمائهم في حدود سنة ستين وخمسمائة، ثم هداه الله للإسلام، وكانت له يد طولى في الحساب والهندسة والطب وغير ذلك من العلوم، فأظهر بعد إسلامه فضائحَهم أن الربانيين منهم زعموا أن الله كان يوحي إلى جميعهم في كل يوم مرات، ثم قال بعد أن قسمهم إلى قرّائين وربانيين : إن الربانيين أكثرهم عدداً، وقال : وهم الذين يزعمون أن الله كان يخاطبهم في كل مسالة بالصواب، قال : وهذه الطائفة أشد اليهود عداوة لغيرهم من الأمم ﴿ومن قال سأنزل﴾ أي بوعد لا خلف فيه ﴿مثل ما أنزل الله﴾ كالنضر بن الحارث ونحوه.