فعدل إلى المضارع إرادة لتصوير شجاعته، واستحضارها لذهن السامع. ومنه :﴿ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَة ﴾ [ ص : ١٨ - ١٩ ]، فعدل عن ( مُسَبِّحات ) وإن كان مطابقاً لـ :﴿ مَحْشُورَةً ﴾ لهذا السبب - والله أعلم -. ثم هذا المقصد إنما يجيء فيما يكون العناية به أقوى. ولا شك أن إخراج الحيّ من الميت أشهر في القدرة من عكسه. وهو أيضاً أول الحالين، والنظر أول ما يبدأ فيه. ثم القسم الآخر وهو إخراج الميت من الحي بان عنه، فكان الأول جديراً بالتصديق والتأكيد في النفس، ولذلك هو بمقدم أبداً على القسم الآخر في الذكر ؛ حسب ترتيبهما في الواقع. وسهل عطف الاسم على الفعل وحسنه. أن اسم الفاعل في معنى الفعل المضارع، فكل واحد منهما يقدّر بالآخر، فلا جناح في عطفه عليه - والله أعلم -انتهى. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٦ صـ ٤٤٦ ـ ٤٤٧﴾