ومن فوائد الخازن فى الآية
قال عليه الرحمة :
قوله عز وجل :﴿ إن الله فالق الحب والنوى ﴾
لما تقدم الكلام على تقرير التوحيد وتقرير النبوة، أردفه بذكر الدلائل على كمال قدرته وعلمه وحكمته تنبيهاً بذلك على أن المقصود الأعظم هو معرفة الله سبحانه وتعالى بجميع صفانه وأفعاله وأنه مبدع الأشياء وخالقها ومن كان كذلك كان هو المستحق للعبادة لا هذه الأصنام التي كانوا يعبدونها وتعريقاً منه خطأ ما كانوا عليه من الإشراك الذي كانوا عليه.
والمعنى : أن الذي يستحق العبادة دون غيره هو الله الذي فلق الحب عن النبات والنواة عن النخلة.
وفي معنى فلق قولان : أحدهما : أنه بمعنى خلق ومعنى الآية على هذا القول :" أن الله خالق الحب والنوى " وهو قول ابن عباس في رواية العوفي عنه وبه.
قال الضحاك ومقاتل : قال الواحدي : ذهبوا بفالق مذهب فاطر.
وأنكر الطبري هذا القول وقال لا يعرف في كلام العرب فلق الله الشيء بمعنى خلق.
ونقل الأزهري عن الزجاج جوازه فقال : وقيل الفلق الخلق، وإذا تأملت الخلق، تبين لك أن أكثره عن انفلاق ومعنى هذا الكلام أن جميع الأشياء كانت قبل الوجود في العدم فلما أوجدها الله تعالى وأخرجها من العدم إلى الوجود فكأنه فلقها وأظهرها.
والقول الثاني : وهو قول الأكثرين أن الفلق هو الشق ثم اختلفوا في معناه على قولين : أحدهما : وهو مروي عن ابن عباس قال : فلق الحبة عن السنبلة والنواة عن النخلة وهو قول الحسن والسدي وابن زيد.
قال الزجاج : بشق الحبة اليابسة فيخرج منها ورقاً أخضر.


الصفحة التالية
Icon