والقول الثاني : وهو قول مجاهد إنه الشقان اللذان في الحب والنوى والحب هو الذي ليس له نوى كالحنطة والشعير والأرز وما أشبه ذلك والنوى جمع نواة وهي ما كان على ضد الحب كالرطب والخوخ والمشمش وما أشبه ذلك ومعنى قوله :﴿ فالق الحب والنوى ﴾ أنه إذا وقعت الحبة أو النواة في الأرض الرطبة ثم مر على ذلك قدر من الزمان أظهر الله تبارك وتعالى من تلك الحبة ورقاً أخضر ثم يخرج من ذلك الورق سنبلة يكون فيها الحب ويظهر من النواة شجرة صاعدة في الهواء وعروقاً ضاربة في الأرض فسبحان من أوجد جميع الأشياء بقدرته وإبداعه وخلقه.
وقوله تعالى :﴿ يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ﴾ قال ابن عباس : في رواية عنه : يخرج من النطفة بشراً حياً ويخرج النطفة الميتة من الحي وهذا قول الكلبي ومقاتل.
قال الكلبي : يخرج النسمة الحية من النطفة الميتة ويخرج الفرخة من البيضة ويخرج النطفة الميتة والبيضة الميتة من الحي.
وقال ابن عباس في رواية أخرى : يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن فجعل الإيمان بمنزلة الحياة والكفر بمنزلة الموت وهذا قول الحسن.
وقيل : معناه يخرج الطائع من العاصي والعاصي من الطائع.
وقال السدي : يخرج النبات من الحب والحب من النبات وهذا اختيار الطبري لأنه قال عقب قوله ﴿ إن الله فالق الحب والنوى ﴾.
فإن قلت كيف قال ومخرج الميت من الحي بلفظ اسم الفاعل بعد قوله ﴿ يخرج الحي من الميت ﴾ وما السبب في عطف الاسم على الفعل.


الصفحة التالية
Icon