﴿ وهو بكل شيء عليم ﴾ قال ابن عطية : هذا عموم على الإطلاق لأن الله تعالى يعلم كل شيء، وقال التبريري :﴿ بكل شيء ﴾ من الواجب والممكن والممتنع. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ بَدِيعُ السماوات والأرض ﴾
أي مبدعهما ؛ فكيف يجوز أن يكون له ولد.
و"بَدِيعُ" خبر ابتداء مضمر أي هو بديع.
وأجاز الكِسائيّ خفضه على النعت لِلَّه عز وجل، ونصبه بمعنى بديعا السموات والأرض.
وذا خطأ عند البصريين لأنه لِما مضى.
﴿ أنى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ ﴾ أي من أين يكون له ولد.
وولد كل شيء شبيهه، ولا شبيه له.
﴿ وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صَاحِبَةٌ ﴾ أي زوجة.
﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ عموم معناه الخصوص ؛ أي خلق العالم.
ولا يدخل في ذلك كلامه ولا غيره من صفات ذاته.
ومثله ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [ الأعراف : ١٥٦ ] ولم تسع إبليس ولا من مات كافراً.
ومثله ﴿ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [ الأحقاف : ٢٥ ] ولم تدمر السموات والأرض. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال أبو السعود :
﴿ بَدِيعُ السموات والأرض ﴾ أي مُبدِعُهما ومخترعُهما بلا مثالٍ يَحتذيه ولا قانونٍ ينتحيه، فإن البديعَ كما يطلق على المُبدِع ( بكسر الدال ) يطلق على المبدَع ( بفتح الدال ) نصَّ عليه أئمة اللغة كالصريخ بمعنى المُصرِخ وقد جاء : بدَعَه كمنعه بمعنى أنشأه كابتدعه، على ما ذُكر في القاموس وغيرِه، ونظيرُه السميعُ بمعنى المُسمِع في قوله :