سؤال : لقائل أن يقول : إن شتم الأصنام من أصول الطاعات، فكيف يحسن من الله تعالى أن ينهى عنها.
والجواب : أن هذا الشتم، وإن كان طاعة.
إلا أنه إذا وقع على وجه يستلزم وجود منكر عظيم، وجب الاحتراز منه، والأمر ههنا كذلك، لأن هذا الشتم كان يستلزم إقدامهم على شتم الله وشتم رسوله، وعلى فتح باب السفاهة، وعلى تنفيرهم عن قبول الدين، وإدخال الغيظ والغضب في قلوبهم، فلكونه مستلزماً لهذه المنكرات، وقع النهي عنه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١١٥﴾
فصل
قال الفخر :
قرأ الحسن :﴿فَيَسُبُّواْ الله عَدْواً﴾ بضم العين وتشديد الواو، ويقال : عدا فلان عدواً وعدواً وعدواناً وعداً.
أي ظلم ظلماً جاوز القدر.
قال الزجاج : وعدواً منصوب على المصدر، لأن المعنى فيعدوا عدواً.
قال : ويجوز أن يكون بإرادة اللام، والمعنى : فينسبوا الله للظلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١١٥﴾
فصل
قال الفخر :
قال الجبائي : دلت هذه الآية على أنه لا يجوز أن يفعل بالكفار ما يزدادون به بعداً عن الحق ونفوراً.
إذ لو جاز أن يفعله لجاز أن يأمر به، وكان لا ينهى عما ذكرنا، وكان لا يأمر بالرفق بهم عند الدعاء.