كقوله لموسى وهرون :﴿فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يخشى﴾ [ طه : ٤٤ ] وذلك يبين بطلان مذهب المجبرة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١١٥﴾

فصل


قال الفخر :
قالوا هذه الآية تدل على أن الأمر بالمعروف قد يقبح إذا أدى إلى ارتكاب منكر، والنهي عن المنكر يقبح إذا أدى إلى زيادة منكر، وغلبة الظن قائمة مقام العلم في هذا الباب وفيه تأديب لمن يدعو إلى الدين، لئلا يتشاغل بما لا فائدة له في المطلوب، لأن وصف الأوثان بأنها جمادات لا تنفع ولا تضر يكفي في القدح في إلهيتها، فلا حاجة مع ذلك إلى شتمها. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١١٥ ـ ١١٦﴾
وقال الآلوسى :
﴿ وَلاَ تَسُبُّواْ الذين يَدْعُونَ مِن دُونِ الله ﴾ أي لا تشتموهم ولا تذكروهم بالقبيح، والمراد من الموصول إما المشركون على معنى لا تسبوهم من حيث عبادتهم لآلهتهم كأن تقولوا تباً لكم ولما تعبدونه مثلاً أو آلهتهم فالآية صريحة في النهي عن سبها.
والعائد حينئذ مقدر أي الذين تدعونهم.
والتعبير عنها بالذين مبني على زعمهم أنها من أهل العلم أو على تغليب العقلاء منها كالملائكة والمسيح وعزير عليهم الصلاة والسلام.
وقيل : إن سب الآلهة سب لهم كما يقال ضرب الدابة صفع لراكبها.
﴿ فَيَسُبُّواْ الله عَدْواً ﴾ تجاوزاً عن الحق إلى الباطل، ونصبه على أنه حال مؤكدة.
وجوز أبو البقاء أن يكون على أنه مفعول له، وأن يكون على المصدرية من غير لفظ الفعل، و﴿ يسبوا ﴾ منصوب على جواب النهي، وقيل : مجزوم على العطف كقولهم : لا تمددها فتشققها.


الصفحة التالية
Icon