وأخرج ابن جرير عن محمد القرظي قال : كلم رسول الله ﷺ قريشاً فقالوا : يا محمد تخبرنا أن موسى عليه السلام كان معه عصاً يضرب بها الحجر وأن عيسى عليه السلام كان يحيي الموتى وأن ثمود كانت لهم ناقة فأتنا ببعض تلك الآيات حتى نصدقك فقال رسول الله ﷺ أي شيء تحبون أن آتيكم به؟ قالوا : تحول لنا الصفا ذهباً قال : فإن فعلت تصدقوني؟ قالوا : نعم والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعين فقام رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعو فجاءه جبريل عليه السلام فقال إن شئت أصبح الصفا ذهباً فإن لم يصدقوا عند ذلك لنعذبنهم وإن شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم فقال ﷺ أتركهم حتى يتوب تائبهم فأنزل الله تعالى هذه الآية إلى ﴿ يَجْهَلُونَ ﴾ [ الأنعام : ١١١ ]. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ﴾
عطف جملة :﴿ وأقسموا ﴾ على جملة :﴿ اتَّبِعْ ما أوحِي إليك من ربّك ﴾ [ الأنعام : ١٠٦ ] الآية.
والضّمير عائد إلى القوم في قوله :﴿ وكذّب به قومك وهو الحقّ ﴾ [ الأنعام : ٦٦ ] مثل الضّمائر الّتي جاءت بعد تلك الآية ومعنى :﴿ لئن جاءتهم آية ﴾ آية غيرُ القرآن.
وهذا إشارة إلى شيء من تعلّلاتهم للتمادي على الكفر بعد ظهور الحجج الدّامغة لهم، كانوا قد تعلّلوا به في بعض تورّكهم على الإسلام.


الصفحة التالية
Icon