ومن فوائد السمرقندى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نِبِىّ عَدُوّاً ﴾
يعني : أعداء ومعنى ذلك كما جعلنا لك ولأمتك أعداء مثل أبي جهل وأصحابه كذلك جعلنا لكل نبي عدواً
﴿ شياطين الإنس والجن ﴾ قال مقاتل وذلك أن إبليس وكل شياطين الإنس وشياطين الجن يضلونهم فإذا التقى شيطان الجن مع شيطان الإنس قال أحدهما للآخر : إني أضللت صاحبي بكذا وكذا فأضْلِلْ أنت صاحبك بكذا وكذا.
فذلك قوله :﴿ يُوحِى بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ ﴾ يعني : يكلم بعضهم بعضاً بالإضلال.
وقال عكرمة : للجن شياطين مثل شياطين الإنس.
وروي عن الزبير بن العوام أنّ جنياً شكا إليه ما لقي من الشيطان، فعلمه دعاء ليخلص منه فدعا به، ووجه آخر شياطين الإنس والجن يعني : الشياطين من الإنس والشياطين من الجن، لأن كل عات متمرد فهو شيطان.
وروي عن أبي ذر الغفاري أنه قال دخلت على رسول الله ﷺ وهو في المسجد فأمرني أن أصلي ركعتين فصليت ثم جلست عنده قال :" يا أَبَا ذَرَ تَعَوَّذْ بِالله مِنْ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَشَيَاطِينَ الجِنِّ " فقلت يا رسول الله أوَ من الإنس شياطين؟ فقال النبي ﷺ " أوَ مَا تَقْرَأ قَوْلَهُ ﴿ شياطين الإنس والجن ﴾ ؟ " وكذلك هذان القولان من قوله تعالى ﴿ الذى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ الناس مِنَ الجنة والناس ﴾ [ الناس : ٥، ٦ ] ثم قال ﴿ يُوحِى بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ ﴾ يعن يوسوس بعضهم بعضاً.
﴿ زُخْرُفَ القول غُرُوراً ﴾ يعني : ما زين منه وحسن وموه يعني : يزين القول باطلاً، يغرهم بذلك.
وأصل الزخرف الذهب.
وسمى الزينة زخرفاً لأن أصل الزينة من الذهب يعني : يزين لبعض الأعمال.


الصفحة التالية
Icon