وقال مالك بن دينار : إن شيطان الإنس أشد عليَّ من شيطان الجن، لأني إذا تعوَّذت من ذاك ذهب عني، وهذا يجرني إلى المعاصي عِياناً.
قوله تعالى :﴿ ولو شاء ربك ما فعلوه ﴾ في هاء الكناية ثلاثة أقوال.
أحدها : أنها ترجع إلى الوسوسة.
والثاني : ترجع إلى الكفر.
والثالث : إلى الغرور وأذى النبيّين.
قوله تعالى :﴿ فذرهم وما يفترون ﴾ قال مقاتل : يريد كفار مكة وما يفترون من الكذب.
وقال غيره : فذر المشركين وما يخاصمونك به مما يوحي إليهم أولياؤهم، وما يختلقون من كذب، وهذا القدر من هذه الآية منسوخ بآية السيف. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد ابن عطية فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿ وكذلك جعلنا لكل نبي ﴾ الآية، تتضمن تسلية النبي عليه السلام وعرض القدوة عليه، أي إن هذا الذي امتحنت به يا محمد من الأعداء قد امتحن به غيرك من الأنبياء ليبتلي الله أولي العزم منهم، و﴿ عدواً ﴾ مفرد في معنى الجمع، ونصبه على المفعول الأول ل ﴿ جعلنا ﴾ المفعول الثاني في قوله ﴿ لكل نبي ﴾، و﴿ شياطين ﴾ بدل من قوله ﴿ عدواً ﴾، ويصح أن يكون المفعول الأول ﴿ شياطين ﴾ والثاني ﴿ عدواً ﴾، وقوله ﴿ شياطين الإنس والجن ﴾ يريد به المتمردين من النوعين الذين هم من شيم السوء كالشياطين، وهذا قول جماعة من المفسرين ويؤيده حديث أبي ذر أنه صلى يوماً فقال له رسول الله ﷺ :" تعوذ يا أبا ذر من شياطين الجن والإنس، قال وإن من الإنس لشياطين؟ قال : نعم " قال السدي وعكرمة : المراد بالشياطين الموكلون بالإنس والشياطين الموكلون بمؤمني الجن، وزعماً أن للجن شياطين موكلين بغوايتهم وأنهم يوحون إلى شياطين الإنس بالشر والوسوسة يتعلمها بعضهم من بعض، قالا : ولا شياطين من الإنس.