قال القاضي أبن محمد : وهذا قول لا يستند إلى خبر ولا إلى نظر، و﴿ يوحي ﴾ معناه يلقيه في اختفاء فهو كالمناجاة والسرار، و﴿ زخرف القول ﴾ معناه محسنه ومزينه بالأباطيل، قاله عكرمة ومجاهد، و" الزخرفة " أكثر ذلك إنما يستعمل في الشر والباطل، و﴿ غروراً ﴾ نصب على المصدر ومعناه أنهم يغرون به المضللين ويوهمون لهم أنهم على شيء والأمر بخلاف، والضمير في قوله ﴿ فعلوه ﴾ عائد على اعتقادهم العداوة، ويحتمل على الوحي الذي تضمنته ﴿ يوحي ﴾. وقوله ﴿ فذرهم وما يفترون ﴾ لفظ يتضمن الأمر بالموادعة منسوخ بآيات القتال، قال قتادة كل ذر في كتاب الله فهو منسوخ بالقتال و﴿ يفترون ﴾ معناه يختلفون ويشتقون، وهو من الفرقة تشبيهاً بفري الأديم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد الخازن فى الآية
قال عليه الرحمة :
قوله تعالى :﴿ وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً ﴾
قيل هو منسوق على قوله تعالى كذلك زينّا لكل أمة عملهم، أي كما فعلنا ذلك كذلك جعلنا لكل نبي عدواً.
وقيل : معناه كما جعلنا لمن قبلك من الأنبياء أعداء كذلك جعلنا لك أعداء وفيه تعزية للنبي ﷺ وتسلية له يقول الله تبارك وتعالى : كما ابتليناك بهؤلاء القوم فكذلك جعلنا لكل نبي قبلك عدواً ليعظم ثوابه على ما يكابده من أذى أعدائه وعدو واحد يراد به الجمع يعني جعلنا لكل نبي أعداء
﴿ شياطين الإنس والجن ﴾ اختلف العلماء في معنى شياطين الإنس والجن على قولين :
أحدهما : أن المراد شياطين من الإنس وشياطين من الجن والشيطان كل عات متمرد من الجن والإنس وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء، وهو قول مجاهد وقتادة.


الصفحة التالية
Icon