وقال الأخفش : هو بمعنى قَبِيل قَبيل ؛ أي جماعة جماعة، وقاله مجاهد، وهو نصب على الحال على القولين.
وقال محمد بن يزيد "قُبُلاً" أي مقابلة ؛ ومنه ﴿ إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ ﴾ [ يوسف : ٢٦ ].
ومنه قُبُل الرجل ودُبُره لِما كان من بين يديه ومن ورائه.
ومنه قُبُل الحيض.
حكى أبو زيد : لقِيت فلاناً قُبُلاً ومقابلة وقَبَلاً وقِبُلاً، كله بمعنى المواجهة ؛ فيكون الضم كالكسر في المعنى وتستوي القراءتان ؛ قاله مَكِّيّ.
وقرأ الحسن "قُبْلاً" حذف الضمة من الباء لثقلها.
وعلى قول الفَرّاء يكون فيه نطق ما لا ينطق، وفي كفالة ما لا يعقل آية عظيمة لهم.
وعلى قول الأخفش يكون فيه اجتماع الأجناس الذي ليس بمعهود.
والحشر الجمع. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ﴾
أي لو أتيناهم بالآيات التي اقترحوها من إنزال الملائكة في قولهم ﴿ لولا أنزل عليه ملك ﴾ وتكليم الموتى إياه في قولهم ﴿ فأتوا بآبائنا ﴾ وفي قولهم أخي قصي بن كلاب وجدعان بن عمرو، وهما أمينا العرب، والوسطان فيهم.
وحشر كل شيء عليهم من السباع والدواب والطيور وشهادتهم بصدق الرسول.
وقال الزمخشري :﴿ وحشرنا عليهم كل شيء ﴾ قالوا :﴿ أو تأتي بالله والملائكة قبلاً ﴾ وقرأ نافع وابن عامر قبلاً بكسر القاف وفتح الباء، ومعناه مقابلة أي عياناً ومشاهدة.
قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد، ونصبه على الحال.
وقال المبرد : معناه ناحية كما تقول : زيد قبلك، ولي قبل فلان دين، فانتصابه على الظرف وفيه بعد.
وقرأ باقي السبعة قبلاً بضم القاف والباء.
فقال مجاهد وابن زيد وعبد الله بن يزيد : جمع قبيل وهو النوع، أي نوعاً نوعاً وصنفاً صنفاً.
وقال الفراء والزجاج : جمع قبيل بمعنى كفيل أي : كفلاً بصدق محمد.


الصفحة التالية
Icon