قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، ونافع :"كلمات" على الجمع ؛ وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب :"كلمة" على التوحيد ؛ وقد ذكرت العرب الكلمة، وأرادت الكثرة ؛ يقولون : قال قُسّ في كلمته، أي : في خطبته، وزهير في كلمته، أي : في قصيدته.
وفي المراد بهذه الكلمات ثلاثة أقوال.
أحدها : أنها القرآن، قاله قتادة.
والثاني : أقضيتُه وعداته.
والثالث : وعده ووعيده، وثوابه وعقابه.
وفي قوله :﴿ صدقاً وعدلاً ﴾ قولان.
أحدهما : صدقاً فيما أخبر، وعدلاً فيما قضى وقدَّر.
والثاني : صدقاً فيما وعد وأوعد، وعدلاً فيما أمر ونهى.
وفي قوله :﴿ لا مبدِّل لكلماته ﴾ قولان.
أحدهما : لا يقدر المفترون على الزيادة فيها والنقصان منها.
والثاني : لا خُلف لمواعيده، ولا مغير لحكمه. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
﴿ تمت ﴾ في هذا الموضع بمعنى استمرت وصحت في الأزل صدقاً وعدلاً، وليس بتمام من نقص، ومثله ما وقع في كتاب السيرة من قولهم وتم حمزة على إسلامه في الحديث مع أبي جهل، و" الكلمات " ما نزل على عباده، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي " كلمة " بالإفراد هنا وفي يونس في الموضعين وفي حم المؤمن. وقرأ نافع وابن عامر جميع ذلك " كلماتُ " بالجمع. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو هنا فقط " كلمات " بالجمع، وذهب الطبري إلى أنه القرآن كما يقال كلمة فلان في قصيدة الشعر والخطبة البليغة.


الصفحة التالية
Icon