﴿ وَهُوَ السميع ﴾ لكل ما يتعلق به السمع ﴿ العليم ﴾ بكل ما يمكن أن يعلم فيدخل في ذلك أقوال المتحاكمين وأحوالهم الظاهرة والباطنة دخولاً أولياً. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٨ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾
هذه الجملة معطوفة على جملة :﴿ أفغير الله أبْتغي حَكَما ﴾ [ الأنعام : ١١٤ ] لأنّ تلك الجملة مَقولُ قول مقدّر، إذ التّقدير : قل أفغير الله أبتغي حكماً باعتبار ما في تلك الجملة من قوله :﴿ وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصّلاً ﴾ [ الأنعام : ١١٤ ] فلمّا وصف الكتاب بأنّه منزّل من الله، ووصف بوضوح الدّلالة بقوله :﴿ وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصّلاً ﴾ [ الأنعام : ١١٤ ] ثمّ بشهادة علماء أهل الكتاب بأنَّه من عند الله بقوله :﴿ والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنّه منزل من ربّك ﴾ [ الأنعام : ١١٤ ]، أعلَم رسوله عليه الصلاة والسلام والمؤمنين بأنّ هذا الكتاب تامّ الدلالة، ناهض الحجّة، على كلّ فريق : من مؤمن وكافر، صادق وعدُه ووعيده، عادل أمره ونهيه.
ويجوز أن تكون معطوفة على جملة :﴿ وجعلنا لكلّ نبيء عَدوّاً ﴾ وما بينهما اعتراض، كما سنبيّنه.


الصفحة التالية
Icon