ومنها قوله :﴿ضَيْفِ إبراهيم المكرمين﴾ [ الذاريات : ٢٤ ] جعل المكرمين وهو جمع نعتاً للضيف وهو واحد، وثانيها : قوله :﴿والنخل باسقات لَّهَا طَلْعٌ﴾ [ ق : ١٠ ] وثالثها : قوله :﴿أَوِ الطفل الذين لَمْ يَظْهَرُواْ على عورات النساء﴾ [ النور : ٣١ ] ورابعها : قوله :﴿إِنَّ الإنسان لَفِى خُسْرٍ إِلاَّ الذين ءَامَنُواْ﴾ [ العصر : ٢ ] وخامسها : قوله :﴿كُلُّ الطعام كَانَ حِلاًّ لّبَنِى إسرائيل ﴾ [ آل عمران : ٩٣ ] أكد المفرد بما يؤكد الجمع به، ولقائل أن يقول لا حاجة إلى هذا التكلف، فإن التقدير : وكذلك جعلنا لكل واحد من الأنبياء عدواً واحداً، إذ لا يجب لكل واحد من الأنبياء أكثر من عدو واحد. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١٢٦﴾. بتصرف يسير.
وقال القرطبى :
ثم نعتهم فقال :﴿ شَيَاطِينَ الإنس والجن ﴾ حكى سيبويه جعل بمعنى وصف.
"عَدُوًّا" مفعول أوّل.
"لِكُلِّ نَبِيًّ" في موضع المفعول الثاني.
"شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ" بدل من عدوّ.
ويجوز أن يكون "شياطين" مفعولا أوّل، "عدواً" مفعولا ثانياً ؛ كأنه قيل : جعلنا شياطين الإنس والجن عدوّاً.
وقرأ الأعمش :"شياطين الجن والإنس" بتقديم الجن.
والمعنى واحد. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ شياطين الإنس والجن ﴾ أي مردة النوعين كما روي عن الحسن وقتادة ومجاهد على أن الإضافة بمعنى من البيانية ؛ وقيل : هي إضافة الصفة للموصوف والأصل الإنس والجن الشياطين، وقيل : هي بمعنى اللام أي الشياطين ( التي ) للإنس والجن.
وفي "تفسير الكلبي" عن ابن عباس ما يؤيده فإنه روى عنه أنه قال : إن إبليس عليه اللعنة جعل جنده فريقين فبعث فريقاً منهم إلى الإنس وفريقاً آخر إلى الجن.
وفي رواية أخرى عنه أن الجن هم الجان وليسوا بشياطين والشياطين ولد إبليس وهم لا يموتون إلا معه والجن يموتون ومنهم المؤمن والكافر، وهو نصب على البدلية من ﴿ عَدُوّا ﴾ والجعل متعد إلى واحد أو إلى إثنين وهو أول مفعوليه قدم عليه الثاني مسارعة إلى بيان العداوة، واللام على التقديرين متعلقة بالجعل أو بمحذوف وقع حالاً من ﴿ عَدُوّا ﴾ قدم عليه لنكارته، وجوز أن يكون متعلقاً به وقدم عليه للإهتمام، وأن يكون نصب ﴿ شياطين ﴾ بفعل مقدر. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٨ صـ ﴾