إنكارٌ لأن يكون لهم شيءٌ يدعوهم إلى الاجتناب عن أكل ما ذُكر عليه اسمُ الله تعالى من البحائر والسوائبِ ونحوِها وقوله تعالى :﴿ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم ﴾ الخ، جملةٌ حاليةٌ مؤكدةٌ للإنكار كما في قوله تعالى :﴿ وَمَا لَنَا أَن لا نقاتل فِى سَبِيلِ الله وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن ديارنا وَأَبْنَائِنَا ﴾ أي وأيُّ سببٍ حاصلٍ لكم في ألا تأكُلوا مما ذكر اسمُ الله عليه، أو وأيُّ غرضٍ يحمِلُكم على أن لا تأكلوا ويمنعُكم من أكله والحالُ أنه قد فصل لكم ﴿ مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ ﴾ بقوله تعالى :﴿ قُل لا أَجِدُ فِيمَا أُوْحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا ﴾ الخ، فبقي ما عدا ذلك على الحِلّ لا بقوله تعالى :﴿ حُرّمَتْ عَلَيْكُمُ الميتة ﴾ الخ، لأنها مدنية، وأما التأخرُ في التلاوة فلا يوجبُ التأخّرَ في النزول، وقرىء الفعلان على البناء للمفعول وقرىء الأول على البناء للفاعل والثاني للمفعول ﴿ إِلاَّ مَا اضطررتم إِلَيْهِ ﴾ مما حرّم فإنه أيضاً حلالٌ حينئذ ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا ﴾ أي من الكفار ﴿ لَّيُضِلُّونَ ﴾ الناسَ بتحريم الحلالِ وتحليلِ الحرام كعمرو بنِ لُحَيّ وأضرابِه وقرىء يَضِلّون ﴿ بِأَهْوَائِهِم ﴾ الزائغةِ وشهواتِهم الباطلة ﴿ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ مقتبسٍ من الشريعة الشريفة مستندٍ إلى الوحي ﴿ إِنَّ رَّبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بالمعتدين ﴾ المتجاوزين لحدود الحقِّ إلى الباطل والحلالِ إلى الحرام. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon