وقال السمرقندى :
﴿ وَذَرُواْ ظاهر الإثم وَبَاطِنَهُ ﴾
يعني : زنى السر والعلانية لأن أهل الجاهلية كانوا يحرمون الزنى في العلانية، ولا يرون به بأساً في السر.
فأخبر الله تعالى أن الزنى حرام في السر والعلانية.
ويقال : ظاهر الإثم وهو الزنى وباطنه القُبْلة واللَّمس والنظر.
وقال الضحاك ﴿ ظاهر الإثم ﴾ الزنى وباطنه نكاح الأمهات والأخوات وقال قتادة :﴿ ظاهر الإثم وَبَاطِنَهُ ﴾ يعني : قليله وكثيره.
ويقال : ظاهره ارتكاب المعاصي، وباطنه ترك الفرائض.
ويقال : باطنه الرياء في الأعمال.
ويقال : الكفر ويقال : جميع المعاصي.
﴿ إِنَّ الذين يَكْسِبُونَ الإثم ﴾ يقول : يعملون الفواحش ويتكلمون بها ﴿ سَيُجْزَوْنَ بِمَا يَقْتَرِفُونَ ﴾ سيعاقبون بما كانوا يكسبون من الإثم.
قرأ أهل الكوفة عاصم وحمزة والكسائي : وإن كثيراً ليُضلون بأهوائهم بضم الياء يعني : يضلون الناس.
وقرأ الباقون ﴿ لَّيُضِلُّونَ ﴾ بنصب الياء يعني يَضلون بأنفسهم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإثم وَبَاطِنَهُ ﴾ يعني الذنوب كلها لا يخلو من هذين الوجهين.
واختلفوا فيها فقال قتادة : سرّه وعلانيته، عطاء : قليله وكثيره. ومجاهد : ما ينوي وما هو عامله. الكلبي : ظاهر الإثم الزنا وباطنه المخالة.
السدي : الزواني الذي في الحوانيت وهو بيت أصحاب الرايات وباطنه الصديقة يتخذها الرجل فيأتيها سرّاً. وقال مرّة الهمذاني : كانت العرب تجوز الزنا وكان الشريف إن يزني يستر ذلك وغيره لا يبالي إذا زنا ومتى زنا فأنزل اللّه تعالى هذه الآية.
وقال الضحاك : كان أهل الجاهلية يسترون الزنا ويرون ذلك حلالا ما كان سرّاً، فحرم اللّه تعالى لهذه الأمة السرّ منه والعلانية.
وروى حيان عن الكلبي : ظاهر الإثم طواف الرجال بالنهار عراة وباطنه طواف النساء بالليل عراة.


الصفحة التالية
Icon