وقال عكرمة : معناه ولي الشياطين يعني مردة المجوس ليوحون إلى أوليائهم من مشركي قريش وكانوا أولياءهم في الجاهلية وذلك أن المجوس من أهل فارس لما أنزل اللّه تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش وكانت بينهم مكاتبة إن محمداً وأصحابه يزعمون إنهم يتبعون أمر اللّه ثم يزعمون إن ما ذبحوا فهو حلال، وما ذبحه اللّه فهو حرام ولا يأكلونه، فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء فأنزل اللّه تعالى هذه الآية ﴿ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ ﴾ في أكل الميتة ﴿ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
وفي المراد بالشياطين هاهنا قولان.
أحدهما : أنهم شياطين الجن، روي عن ابن عباس.
والثاني : قوم من أهل فارس، وقد ذكرناه عن عكرمة ؛ فعلى الأول : وحيهم الوسوسة، وعلى الثاني : وحيهم الرسالة.
والمراد ب "أوليائهم" : الكفار الذين جادلوا رسول الله ﷺ في ترك أكل الميتة.
ثم فيهم قولان.
أحدهما : أنهم مشركو قريش.
والثاني : اليهود.
﴿ وإن أطعمتموهم ﴾ في استحلال الميتة، ﴿ إنكم لمشركون ﴾.
قوله تعالى :﴿ أو من كان ميتاً فأحييناه ﴾ اختلفوا فيمن نزلت على خمسة أقوال.
أحدها : أنها نزلت في حمزة بن عبد المطلب، وأبي جهل، وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله ﷺ بفرث، وحمزة لم يؤمن بَعْدُ، فأُخبر حمزةُ بما فعل أبو جهل، فأقبل حتى علا أبا جهل بالقوس، فقال له : أما ترى ما جاء به؟ سفَّه عقولنا، وسبَّ آلهتنا، فقال حمزة : ومن أسفهُ منكم؟ تعبدون الحجارة من دون الله؟ أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، فنزلت هذه الآية، هذا قول ابن عباس.
والثاني : أنها نزلت في عمار بن ياسر، وأبي جهل، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال عكرمة.
والثالث : في عمر بن الخطاب، وأبي جهل، قاله زيد بن أسلم، والضحاك.


الصفحة التالية
Icon