وهو من قبيل قوله في الردّ على المشركين، في قولهم :﴿ إنَّما البيعُ مثل الرّبا ﴾ [ البقرة : ٢٧٥ ]، إذ قال :﴿ وأحلّ الله البيع وحرّم الرّبا ﴾ [ البقرة : ٢٧٥ ] كما تقدّم هنالك، فينقلب معنى الاستفهام في قوله :﴿ وما لكم أن لا تأكلوا ﴾ إلى معنى : لا يسوِّلْ لكم المشركون أكل الميتة، لأنّكم تأكلون ما ذكر اسم الله عليه، هذا ما قالوه وهو تأويل بعيد عن موقع الآية. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٧ صـ ﴾
قوله تعالى ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ﴾

فصل


قال الفخر :
قوله :﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ﴾
أكثر المفسرين قالوا : المراد منه قوله تعالى في أول سورة المائدة :﴿حُرّمَتْ عَلَيْكُمُ الميتة والدم وَلَحْمُ الخنزير﴾ وفيه إشكال : وهو أن سورة الأنعام مكية وسورة المائدة مدنية، وهي آخر ما أنزل الله بالمدينة.
وقوله :﴿وَقَدْ فَصَّلَ﴾ يقتضي أن يكون ذلك المفصل مقدماً على هذا المجمل، والمدني متأخر عن المكي، والمتأخر يمتنع كونه متقدماً.
بل الأولى أن يقال المراد قوله بعد هذه الآية :﴿قُل لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِىَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا على طَاعِمٍ يطعمه﴾ [ الأنعام : ١٤٥ ].
وهذه الآية وإن كانت مذكورة بعد هذه الآية بقليل إلا أن هذا القدر من التأخير لا يمنع أن يكون هو المراد والله أعلم.
وقوله :﴿إِلاَّ مَا اضطررتم إِلَيْهِ﴾ أي دعتكم الضرورة إلى أكله بسبب شدة المجاعة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١٣٦﴾


الصفحة التالية
Icon