وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ فَمَن يُرِدِ الله أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ ﴾
أي يوسعه له، ويوفّقه ويزيّن عنده ثوابه.
ويقال : شرح شقّ، وأصله التوسعةُ.
وشرح الله صدره وسّعه بالبيان لذلك.
وشرحت الأمر : بيّنته وأوضحته.
وكانت قريش تَشْرَح النساء شَرحاً، وهو مما تقدّم : من التوسعة والبَسْط، وهو وَطْءُ المرأة مستلقِيَةً على قفاها.
فالشّرح : الكشف ؛ تقول : شرحت الغامض ؛ ومنه تشريح اللحم.
قال الراجز :
كَمْ قَد أكلتُ كَبِداً وإنْفَحَهْ...
ثم ادخرت إِلْيَةً مُشَرَّحَهْ
والقطعة منه شَريحة.
وكل سمين من اللحم ممتدّ فهو شريحة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ﴾
أي الإيمان.
يقال : شرح الله صدره فانشرح أي وسعه لقبول الإيمان والخير فتوسع وذلك أن الإنسان إذا اعتقد في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح وربحه ظاهر مال بطبعه إليه وقويت رغبته فيه فتسمى هذه الحالة سعة النفس وانشراح الصدر.
وقيل الشرح الفتح والبين ويقال شرح فلان أمره إذا : أوضحه وأظهره.
وشرح المسألة إذا كانت مشكلة فأوضحها وبينها فقد ثبت أن للشرح معنين :
أحدهما : الفتح ومنه يقال شرح الكافر بالكفر صدراً أي فتحه لقبوله ومنه قوله تعالى :﴿ ولكن من شرح بالكفر صدراً ﴾ وقوله :﴿ أفمن شرح الله صدره للإسلام ﴾ يعني فتحه ووسعه لقبوله.