والحَرَج : خشب يُشدّ بعضه إلى بعض يُحمل فيه الموتى ؛ عن الأصمعيّ.
وهو قول امرىء القيس :
فإمّا تَرَيْنِي في رِحالة جابرٍ...
على حَرَج كالقَرِّ تَخفقُ أكفانِي
وربما وضع فوق نعش النساء ؛ قال عنترة يصف ظلِيماً :
يتْبَعْن قُلَّةَ رأسِه وكأنّه...
حَرَج على نَعْش لهنّ مُخَيّم
وقال الزجاج : الحَرَج : أضيق الضِّيق.
فإذا قيل : فلان حَرَج الصدر، فالمعنى ذو حَرَج في صدره.
فإذا قيل : حَرِج فهو فاعل.
قال النحاس : حرِج اسم الفاعل، وحَرَج مصدر وصف به ؛ كما يقال : رجل عَدْلٌ ورِضاً.
قوله تعالى :﴿ كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السمآء ﴾ قرأه ابن كثير بإسكان الصاد مخفَّفاً، من الصعود وهو الطلوع.
شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثِقله عليه بمنزلة من تكلّف ما لا يُطيقه ؛ كما أن صعود السماء لا يطاق.
وكذلك يصّاعد وأصله يَتَصاعد، أدغمت التاء في الصاد، وهي قراءة أبي بكر والنخَعِي ؛ إلا أن فيه معنى فعِل شيء بعد شيء، وذلك أثقل على فاعله.
وقرأ الباقون بالتشديد من غير ألف، وهو كالذي قبله.
معناه يتكلف ما لا يطيق شيئاً بعد شيء ؛ كقولك : يتَجرّع ويتفوّق.
وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ "كأنما يَتَصَعّد".
قال النحاس : ومعنى هذه القراءة وقراءةِ من قرأ يصّعد ويصّاعد واحد.
والمعنى فيهما أن الكافر من ضيق صدره كأنه يريد أن يصعد إلى السماء وهو لا يقدِر على ذلك ؛ فكأنّه يستدعي ذلك.
وقيل : المعنى كاد قلبه يصعد إلى السماء نَبْواً عن الإسلام. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
وقوله تعالى :﴿ ومن يرد ﴾ أي الله ﴿ أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً ﴾ يعني يجعل صدره ضيقاً حتى لا يدخله الإيمان، وقال الكلبي : ليس للخير فيه منفذ، وقال ابن عباس : إذا سمع ذكر الله اشمأز قلبه وإذا سمع ذكر الأصنام ارتاح إلى ذلك.


الصفحة التالية
Icon