قال القاضي أبو محمد : والقول بأن الضمير عائد على المهدي قول يتركب عليه مذهب القدرية في خلق الأفعال وينبغي أن يعتقد ضعفه وأن الضمير إنما هو عائد على اسم الله عز وجل فإن هذا يعضده اللفظ والمعنى، وروي عن النبي عليه السلام أنه لما نزلت هذه الآية، " قالوا يا رسول الله، كيف يشرح الصدر؟ قال :" إذا نزل النور في القلب انشرح له الصدر وانفسح، قالوا وهل لذلك علامة يا رسول الله؟ قال : نعم : الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل الفوت " والقول في قوله ﴿ ومن يرد أن يضله ﴾ كالقول في قوله ﴿ فمن يرد الله أن يهديه ﴾، وقوله ﴿ يجعل صدره ضيقاً حرجاً ﴾ ألفاظ مستعارة تضاد شرح الصدر للإسلام ويجعل في هذا الموضع تكون بمعنى يحكم له بهذا الحكم، كما تقول هذا يجعل البصرة مصراً أي يحكم لها بحكمها.
قال القاضي أبو محمد : وهذا المعنى يقرب من صير، وحكاه أبو علي الفارسي، وقال أيضاً يصح أن يكون " جعل " بمعنى سمى، كما قال تعالى ﴿ وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثاً ﴾ [ الزخرف : ١٩ ] أي سموهم، قال وهذه الآية تحتمل هذا المعنى.


الصفحة التالية
Icon