قال القاضي أبو محمد : وهذا الوجه يضعف في هذه الآية، وقرأ جمهور الناس والسبعة سوى ابن كثير " ضيِّقاً " بكسر الياء وتشديدها، وقرأ ابن كثير " ضيْقاً " بسكون الياء وكذلك قرأ في الفرقان، قال أبو علي وهما بمنزلة الميِّت والميْت، قال الطبري وبمنزلة الهيِّن والليِّن والهيْن والليْن، قال ويصح أن يكون الضيق مصدراً من قولك ضاق والأمر يضيق ضيقاً وضيقاً، وحكي عن الكسائي أنه قال الضِّيق بشد الضاد وكسرها في الأجرام والمعاش، والضَّيِق بفتح الضاد : في الأمور والمعاني، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي " حرَجاً " بفتح الراء وقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر " حرِجاً " بكسرها، قال أبو علي فمن فتح الراء كان وصفاً بالمصدر كما تقول رجل قمَن بكذا وحرَى بكذا ودنَف، ومن كسر الراء فهو كدِنف وقمِن وفرِق، وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأها يوماً بفتح الراء فقرأها له بعض الصحابة بكسر الراء، فقال : ابغوني رجلاً من كنانة وليكن راعياً من بني مدلج، فلما جاءه قال له : يا فتى ما الحرجة عندكم، قال : الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية.