قال عمر : كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير، وقوله تعالى :﴿ كأنما يصعد في السماء ﴾ أي كأن هذا الضيق الصدر يحاول الصعود في السماء حتى الإيمان أو فكر فيه ويجد صعوبته عليه كصعوبة الصعود في السماء، قال بهذا التأويل ابن جريج وعطاء الخراساني والسدي، وقال ابن جبير : المعنى لا يجد مسلطاً إلا صعداً من شدة التضايق، وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي " يصعد " بإدغام التاء من يتصعد في الصاد، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر " يصّاعد " بإدغام التاء من يتصاعد في السماء، وقرأ ابن كثير وحده " يصعد "، وقرأ ابن مسعود والأعمش وابن مصرف " يتصعد " بزيادة تاء، و﴿ في السماء ﴾ يريد من سفل إلى علو في الهواء، قال أبو علي : ولم يرد السماء المظلة بعينها، وإنما هو كما قال سيبويه والقيدود : الطويل في غير سماء، يريد في غير ارتفاع صعداً قال ومن هذا قوله عز وجل :﴿ قد نرى نقلب وجهك في السماء ﴾ [ البقرة : ١٤٤ ] أي في وجهة الجو.
قال القاضي أبو محمد : وهذا على غير من تأول تقلب الوجه أنه الدعاء إلى الله عز وجل في الهداية إلى قبلة فإن مع الدعاء يستقيم أن يقلب وجهه في السماء المظلة حسب عادة الداعين إذ قد ألفوا مجيء النعم والالآء من تلك الجهة، وتحتمل الآية أن يكون التشبيه بالصاعد في عقبة كؤود كأنه يصعد بها الهواء، و﴿ يصعد ﴾ معناه يعلو، و﴿ يصعد ﴾ معناه يتكلف من ذلك ما يشق عليه. ومنه قول عمر بن الخطاب :


الصفحة التالية
Icon