والخامس : أنه اللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، قاله الزجاج.
وهذه الآية تقطع كلام القَدَريَّة، إذ قد صرحت بأن الهداية والإضلال متعلقة بإرادة الله تعالى. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد أبى حيان فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء ﴾
قال مقاتل : نزلت في الرسول ﷺ وفي أبي جهل، والهداية هنا مقابلة الضلالة والشرح كناية عن جعله قابلاً للإسلام متوسعاً لقبول تكاليفه، ونسبة ذلك إلى صدره مجاز عن ذات الشخص ولذلك قالوا : فلان واسع الصدر إذا كان الشخص محتملاً ما يرد عليه من المشاق والتكاليف، ونسبة إرادة الهدى والضلال إلى الله إسناد حقيقي لأنه تعالى هو الخالق ذلك والموجد له والمريد له وشرح الصدر تسهيل قبول الإيمان عليه وتحسينه وإعداده لقبوله : وضمير فاعل الهدى عائد على الله أي يشرح الله صدره.
وقيل : يعود على الهدى المنسبك من ﴿ أن يهديه ﴾ أي يشرح الهدى صدره.
قال ابن عطية : ويتركب عليه مذهب القدرية في خلق الأعمال ؛ انتهى.