قال مجاهد : أجلسوا على كل طريق من طرق مكة أربعةً، ليصرفوا الناس عن الإيمان بمحمد ﷺ، يقولون : للناس : هذا شاعر، وكاهن.
قوله تعالى :﴿ وما يمكرون إلا بأنفسهم ﴾ أي : ذلك المكر بهم يحيق. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال النسفى :
﴿ وكذلك ﴾ أي وكما جعلنا في مكة صناديدها ليمكروا الناس فيها ﴿ جَعَلْنَا ﴾ صيرنا ﴿ فِي كُلّ قَرْيَةٍ أكابر مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا ﴾ ليتجبروا على الناس فيها ويعملوا بالمعاصي.
واللام على ظاهرها عند أهل السنة وليست بلام العاقبة، وخص الأكابر وهم الرؤساء لأن ما فيهم من الرياسة والسعة أدعى لهم إلى المكر والكفر من غيرهم، دليله ﴿ وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي الأرض ﴾ [ الشورى : ٢٧ ] ثم سلى رسوله عليه السلام ووعد له النصرة بقوله ﴿ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ ﴾ لأن مكرهم يحيق بهم ﴿ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾أنه يحيق بهم ﴿ أكابر ﴾ مفعول أول والثاني ﴿ فِي كُلِّ قَرْيَةٍ ﴾ و﴿ مُجْرِمِيهَا ﴾ بدل من ﴿ أكابر ﴾ أو الأول ﴿ مُجْرِمِيهَا ﴾ والثاني ﴿ أكابر ﴾ والتقدير : مجرميها أكابر. أ هـ ﴿تفسير النسفى حـ ٢ صـ ٣٢﴾
وقال الخازن :
وقوله تعالى :﴿ وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ﴾
يعني وكما جعلنا في مكة أكابر، وعظماء جعلنا في كل قرية أكابر وعظماء، وقيل : هو معطوف على ما قبله.