والضمير في قوله ﴿ لهم ﴾ عائد على القوم المتذكرين و﴿ السلام ﴾ يتجه فيه معنيان، أحدهما أن السلام اسم من أسماء الله عز وجل فأضاف " الدار " إليه هي ملكه وخلقه، والثاني أنه المصدر بمعنى السلامة، كما تقول السلام عليك، وكقوله عز وجل ﴿ تحيتهم فيها سلام ﴾ [ يونس : ١٠ ] يريد في الآخرة بعد الحشر، و﴿ وليهم ﴾ أي ولي الأنعام عليهم، و﴿ بما كانوا يعملون ﴾ أي مسبب ما كانوا يقدمون من الخير ويفعلون من الطاعة والبر. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ لهم دار السلام ﴾
يعني : الجنة.
وفي تسميتها بذلك أربعة أقوال.
أحدها : أن السلام، هو الله، وهي داره، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي.
والثاني : أنها دار السلامة التي لا تنقطع، قاله الزجاج.
والثالث : أن تحية أهلها فيها السلام، ذكره أبو سليمان الدمشقي.
والرابع : أن جميع حالاتها مقرونة بالسلام، ففي ابتداء دخولهم :﴿ ادخلوها بسلام ﴾ [ الحجر : ٤٦ ] وبعد استقرارهم :﴿ والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم ﴾ [ الرعد : ٢٣-٢٤ ] وقوله :﴿ إلا قيلا سلاماً سلاماً ﴾ [ الواقعة : ٢٥ ] وعند لقاء الله :﴿ سلام قولاً من رب رحيم ﴾ [ يس : ٥٨ ] وقوله ﴿ تحيتهم يوم يلقونه سلام ﴾ [ الأحزاب : ٤٤ ] ومعنى ﴿ عند ربهم ﴾ أي مضمونة لهم عنده ﴿ وهو وليهم ﴾ أي متولي إيصال المنافع إليهم ودفع المضار عنهم ﴿ بما كانوا يعملون ﴾ من الطاعات. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال النسفى :
﴿ لَهُمْ ﴾ أي لقوم يذكرون ﴿ دَارُ السلام ﴾ دار الله يعني الجنة أضافها إلى نفسه تعظيماً لها، أو دار السلامة من كل آفة وكدر، أو السلام التحية سميت دار السلام لقوله :﴿ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سلام ﴾ [ يونس : ١٠ ].


الصفحة التالية
Icon