﴿ إِلاَّ قِيلاً سلاما سلاما ﴾ [ الواقعة : ٢٦ ] ﴿ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ في ضمانة ﴿ وَهُوَ وَلِيُّهُم ﴾ محبهم أو ناصرهم على أعدائهم ﴿ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ بأعمالهم أو متوليهم بجزاء ما كانوا يعملون أو هو ولينا في الدنيا بتوفيق الأعمال وفي العقبى بتحقيق الآمال. أ هـ ﴿تفسير النسفى حـ ٢ صـ ٣٣﴾
وقال البيضاوى :
﴿ لَهُمْ دَارُ السلام ﴾ دار الله أضاف الجنة إلى نفسه تعظيماً لها، أو دار السلامة من المكاره أو دار تحيتهم فيها سلام. ﴿ عِندَ رَبّهِمْ ﴾ في ضمانه أو ذخيرة لهم عنده لا يعلم كنهها غيره. ﴿ وَهُوَ وَلِيُّهُم ﴾ مواليهم أو ناصرهم. ﴿ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ بسبب أعمالهم أو متوليهم بجزائها فيتولى إيصاله إليهم. أ هـ ﴿تفسير البيضاوى حـ ٢ صـ ٤٥٢﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ لَهُمْ ﴾ أي للمتذكرين.
﴿ دَارُ السلام ﴾ أي الجنة، فالجنة دار الله ؛ كما يقال : الكعبة بيت الله.
ويجوز أن يكون المعنى دار السلامة، أي التي يسلم فيها من الآفات.
ومعنى ﴿ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ أي مضمونة لهم عنده يوصلهم إليها بفضله.
﴿ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ ﴾ أي ناصرُهم ومُعينهم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ لهم دار السلام عند ربهم ﴾
يعني الجنة في قول جميع المفسرين.
قال الحسن والسدي : السلام هو الله تعالى وداره الجنة.
معنى السلام في أسماء الله تعالى ذو السلام وهو جمع سلامة لأنه تعالى ذو السلامة من جميع الآفات والنقائص فعلى هذا القول أضيفت الدار إلى السلام الذي هو اسم الله تعالى إضافة تشريف وتعظيم كما قيل للكعبة بيت الله وللنبي ﷺ عبد الله في قوله ﴿ وأنه لما قام عبد الله يدعوه ﴾ واحتج لصحة هذا بأن في إضافة الدار إلى الله تعالى نهاية تشريفها وتعظيمها فكان ذكر الإضافة مبالغة في تعظيم أمرها.