وعدوّنا إبليس عدوّ لهم، يعادي مؤمنهم ويُوالِي كافرهم.
وفيهم أهواء : شِيعَةٌ وقدريّة ومُرْجئة يتلون كتابنا.
وقد وصف الله عنهم في سورة "الجن" من قوله :"وَأَنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ ومِنَّا القَاسِطُونَ".
﴿ وَأَنَّا مِنَّا الصالحون وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً ﴾ [ الجن : ١١ ] على ما يأتي بيانه هناك.
﴿ يَقُصُّونَ ﴾ في موضع رفع نعت لرسل.
﴿ قَالُواْ شَهِدْنَا على أَنْفُسِنَا ﴾ أي شهدنا أنهم بلّغوا.
﴿ وَغَرَّتْهُمُ الحياة الدنيا ﴾ قيل : هذا خطاب من الله للمؤمنين ؛ أي أن هؤلاء قد غرّتهم الحياة الدنيا، أي خدعتهم وظنّوا أنها تدوم، وخافوا زوالها عنهم إن آمنوا.
﴿ وَشَهِدُواْ على أَنْفُسِهِمْ ﴾ أي اعترفوا بكفرهم.
قال مُقاتل : هذا حين شهدت عليهم الجوارح بالشرك وبما كانوا يعملون. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ يا معشر الجن والإنس ﴾
المعشر كل جماعة أمرهم واحد والجمع معاشر ﴿ ألم يأتكم رسل منكم ﴾ اختلف العلماء في معنى هذه الآية وهل كان من الجن رسل أم لا فذهب أكثر العلماء إلى أنه لم يكن من الجن رسول وإنما كانت الرسل من الإنس وأجابوا عن قوله رسل منكم يعني من أحدكم وهو الإنس فحذف المضاف فهو كقوله :﴿ يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ﴾ وإنما يخرج من أحدهما وهو الملح دون العذب وإنما جاز ذلك لأن ذكرهما قد جمع في قوله ﴿ مرج البحرين ﴾ وهو جائز في كل ما اتفق في أصله فلذلك لما اتفق ذكر الجن مع الإنس جاز مخاطبتهما بما ينصرف إلى أحد الفريقين وهم الإنس، وهذا قول الفراء والزجاج ذكر جمهور أهل العلم.
قال الواحدي : وعليه دل كلام ابن عباس لأنه قال يريد أنبياء من جنسهم ولم يكن من جنس الجن أنبياء وذهب قوم إلى أنه أرسل إلى الجن رسلاً منهم كما أرسل إلى الإنس رسلاً منهم.