قال الضحاك : من الجن رسل كما من الإنس رسل وظاهر الآية يدل على ذلك لأنه تعالى قال :﴿ ألم يأتكم رسل منكم ﴾ فخاطب الفريقين جميعاً وأجيب عن ذلك بأن الله تعالى قال :﴿ يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم ﴾ وهذا يقتضي كون الرسل بعضاً من أبعاض هذا المجموع وإذا كان الرسل من الإنس كان الرسل بعضاً من أبعاض هذا المجموع وكان هذا القول أولى من حمل لفظ الآية على ظاهرها فثبت بذلك كون الرسل من الإنس لا من الجن، ويحتمل أيضاً أن يقال إن كافة الرسل كانوا من الإنس لكن الله تعالى يلقى الداعية في قلوب قوم من الجن حتى يسمعوا كلام الرسل من الإنس ثم يأتوا قومهم من الجن فيخبروهم بما سمعوا من الرسل ينذرهم به كما قال تعالى :﴿ وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن ﴾ - إلى - ﴿ فلما قضى ولّوا إلى قومهم منذرين ﴾ فكان أولئك النفر من الجن رسل رسول الله ﷺ إلى قومهم وهذا مذهب مجاهد فإنّ الرسل من الإنس والنذر من الجن ونحو ذلك قال ابن جريج وأبو عبيدة.
وقيل : كانت الرسل يبعثون إلى الجن من الجن، ولكن بواسطة رسل الإنس والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.