أحدهما : ذلك من أجل أن ربك مهلك القرى بظلم أهلها بالشرك ونحوه، وهم غافلون، يقول : لم يكن يعاجلهم بالعقوبة حتى يبعث إليهم مَنْ ينبههم على حجج الله عليهم، وينذرهم عذاب الله يوم معادهم، ولم يكن بالذي يؤاخذهم غفلة فيقولوا :﴿ مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ ﴾ [المائدة : ١٩].
والوجه الثاني : أن ﴿ ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ ﴾ يقول : لم يكن [ربك] ليهلكهم دون التنبيه والتذكير بالرسل والآيات والعبر، فيظلمهم بذلك، والله غير ظلام لعبيده.
ثم شرع يرجح الوجه الأول، ولا شك أنه أقوى، والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير ابن كثير حـ ٣ صـ ٣٤١ ـ ٣٤٢﴾