وقال الثعلبى :
﴿ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ ﴾ ثم يميتكم ويهلككم ﴿ وَيَسْتَخْلِفْ ﴾ يخلق ﴿ مِن بَعْدِكُمْ مَّا يَشَآءُ ﴾ خلقاً غيركم أمثل وأطوع منكم.
وقال عطاء : يريد الصحابة والتابعين ﴿ كَمَآ أَنشَأَكُمْ مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ﴾ قرناً بعد قرن، وقال مقاتل : يعني أهل سفينة نوح. وقرأ زيد بن ثابت : ذرية بكسر الذال مشدّدة.
وقال أبان بن عثمان : ذرية بفتح الذال وكسر الراء خفيفة على قدر فعله، الباقون : بضم الذال مشددة، وهي لغات صحيحة. وقال ثعلب : الذرية بالكسر الأصل، والذرية بالضم الولد. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ إن يشأ يذهبكم ﴾ يعني يهلككم.
الخطاب لأهل مكة ففيه وعيد وتهديد لهم ﴿ ويستخلف ﴾ يعني وينشئ ويخلق ﴿ من بعدكم ﴾ يعني من بعد إهلاككم ﴿ ما يشاء ﴾ يعني خلقاً غيركم أمثل وأطوع منكم ﴿ كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ﴾
اختلفت عبارات المفسرين في هذه اللفظة فقال البغوي : يعني آباءهم الماضين قرناً بعد قرن، ونحوه قال الواحدي وصاحب الكشاف : يعني من أولاد قوم آخرين لم يكونوا على مثل صفتكم وهم أهل سفينة نوح عليه السلام.
وقال الإمام فخر الدين الرازي في قوله تعالى :﴿ ويستخلف من بعدكم ﴾ يعني من بعد إذهابكم لأن الاستخلاف لا يكون إلا على طريق البدل من فائت.
وأما قوله ﴿ ما يشاء ﴾ فالمراد منه خلق ثالث أو رابع واختلفوا فيه، فقال بعضهم : خلقاً آخر من أمثال الجن والإنس.


الصفحة التالية
Icon