وقال إسماعيل الضرير : على دينكم في منازلكم لهلاكي خطاباً لكفار مكة ﴿ إني عامل ﴾ لهلاككم ؛ انتهى.
وهي ألفاظ متقاربة وهذا الأمر أمر تهديد ووعيد كقوله :﴿ اعملوا ما شئتم ﴾ وهي التخلية والتسجيل على المأمور بأنه لا يأتي منه إلا الشر فكأنه مأمور به وهو واجب عليه حتم ليس له أن يتفصى عنه ويعمل بخلافه، ومعنى ﴿ إني عامل ﴾ أي على مكانتي التي أنا عليها.
قال الزمخشري : اثبتوا على كفركم وعداوتكم فيّ فإني ثابت على الاسلام وعلى مصابرتكم ؛ انتهى.
والظاهر أن ﴿ من ﴾ مفعول تعلمون } وأجازوا أن يكون مبتدأ اسم استفهام وخبره ﴿ يوم تكون ﴾ والفعل معلق والجملة في موضع المفعول إن كان يعلمون معدّى إلى واحد أو في موضع المفعولين إن كان يتعدّى إلى مفعولين، و﴿ عاقبة الدار ﴾ مآلها وما تنتهي إليه والدار يظهر منه أنها دار الآخرة.
قال ابن عطية : ويحتمل أن يراد مآل الدنيا بالنصر والظهور ففي الآية إعلام بغيب.
وقال الزمخشري : العاقبة الحسنى التي خلق الله هذه الدار لها وهذا طريق من الإنذار لطيف المسلك فيه إنصاف في المقال وأدب حسن مع تضمن شدّة الوعيد والوثوق بأن المنذر محق وأن المنذر مبطل.
وقيل : معنى ﴿ من تكون له عاقبة الدار ﴾ أي من له النصرة في دار الإسلام ومن له الدار الآخرة أي الجنة وفي قوله :﴿ فسوف تعلمون ﴾ من التهديد والوعيد ما لا يخفى كقوله :﴿ سنفرغ لكم أيها الثقلان ﴾ ﴿ من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم ﴾ وقال الشاعر :
إذا ما التقينا والتقى الرسل بيننا...
فسوف ترى يا عمر وما الله صانع
وقال آخر :
ستعلم ليلى أي دين تداينت...
وأي غريم للتقاضي غريمها
﴿ إنه لا يفلح الظالمون ﴾ أي لا يفوزون قاله الضحاك.
وقال عكرمة : لا يبقون.
وقال عطاء : لا يسعد من كفر نعمتي.