"ميتةً" بالنصب ؛ أي وإن تكن النَّسمة ميتة.
﴿ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ ﴾ أي كذبهم وافتراءهم ؛ أي يعذبهم على ذلك.
وانتصب "وَصْفَهُمْ" بنزع الخافض ؛ أي بوصفهم.
وفي الآية دليل على أن العالم ينبغي له أن يتعلّم قول من خالفه وإن لم يأخذ به، حتى يعرف فساد قوله، ويعلم كيف يردّ عليه ؛ لأن الله تعالى أعلم النبيّ ﷺ وأصحابه قول من خالفهم من أهل زمانهم ؛ ليعرفوا فساد قولهم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله عز وجل :﴿ وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ﴾
يعني نساءنا، قال ابن عباس وقتادة والشعبي : أراد أجنة البحائر والنساء جميعاً وهو قوله تعالى :﴿ وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء ﴾ ودخلت الهاء في خالصة للتأكيد والمبالغة، كقولهم رجل علاَّمة ونسَّابه.
وقال الفراء : دخلت الهاء لتأنيث الأنعام لأن ما في بطونها مثلها فأنث بتأنيثها.
وقال الكسائي : خالص وخاصة واحد مثل وعظ وموعظة وقيل : إذا كان اللفظ عبارة عن مؤنث جاز تأنيثه على المعنى وتذكيره على اللفظ كما في هذه الآية فإنه أنث خالصة على المعنى وذكر ومحرم على اللفظ ﴿ سيجزيهم وصفهم ﴾ يعني سيكافئهم وصفهم على الله الكذب ﴿ إنه حكيم عليم ﴾ فيه وعيد وتهديد يعني أنه تعالى حكيم فيما يفعله عليم بقدر استحقاقهم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرّم على أزواجنا ﴾
الذي في بطونها هو الأجنة قاله السدّي.
وقال الزمخشري : كانوا يقولون في أجنة البحائر والسوائب ما ولد منها حياً فهو خالص لذكورنا ولا تأكل منه الإناث، وما ولد ميتاً اشترك فيه الذكور والإناث.
وقال ابن عباس وقتادة والشعبي : الذي في بطونها هو اللبن.
وقال الطبري : اللفظ يعم الأجنة واللبن ؛ انتهى.
والظاهر الأجنة لأنها التي في البطن حقيقة، وأما اللبن : ففي الضرع لا في البطن إلا بمجاز بعيد.