ولعل الذي يقول به يقرأ الآية بإحدى الأوجه الآتية أو يتأول الضمير، وقرأ الأعرج وقتادة ﴿ خَالِصَةٌ ﴾ بالنصب وخرج ذلك على أنه مصدر مؤكد وخبر المبتدأ ﴿ لِّذُكُورِنَا ﴾، وقال القطب الرازي : يجوز أن يكون حالاً من الضمير في الظرف الواقع صلة أي في حال خلوصه من البطون أي خروجه حياً، والتزم جعلها حالاً مقدرة ولعله ليس باللازم، ومنع غير واحد جعله حالاً من الضمير فيما بعده أو من ذكورنا نفسه لأن الحال لا تتقدم على العامل المعنوي كالجار والمجرور واسم الإشارة وها التنبيه العاملة بما تضمنته من معنى الفعل ولا على صاحبها المجرور كما تقرر في محله، وقرأ ابن جبير ﴿ خَالِصًا ﴾ بدون تاء من النصب أيضاً ؛ والكلام فيه نظير ما مر، وقرأ ابن عباس وابن مسعود والأعمش ﴿ خَالِصَةٌ ﴾ بالرفع والإضافة إلى الضمير على أنه بدل من ما أو مبتدأ ثان، وقرأ ابن عامر وأبو جعفر "وإن تكن" بالتاء "ميتة" بالرفع، وابن كثير "يكن" بالياء وميتة بالرفع.
وأبو بكر عن عاصم "تكن" بالتاء كابن عامر "ميتة" بالنصب.
قال الإمام :"وجه قراءة ابن عامر أنه ألحق الفعل علامة التأنيث لما كان الفاعل مؤنثاً في اللفظ، ووجه قراءة ابن كثير أن ﴿ مَيْتَةً ﴾ اسم ﴿ يَكُنِ ﴾ وخبره مضمر أي إن يكن لهم أو هناك ميتة، وذكر لأن الميتة في معنى الميت".
وقال أبو علي : لم يلحق الفعل علامة التأنيث لأن تأنيث الفاعل المسند إليه غير حقيقي ولا تحتاج كان إلى خبر لأنها بمعنى وقع وحدث، ووجه القراءة الأخيرة أن المعنى وإن تكن الأجنة أو الأنعام ميتة.